الخميس، 6 نوفمبر 2014

أقوال رائعة - الإنصاف

" التجرد والإنصاف والحياد - معانٍ أخلاقية وفكرية شخصية - ترتبط بذات الإنسان ولا علاقة لها بالوسط المحيط به .. فكم من منتسبٍ لجماعة ٍ أو حزبٍ وهو في قمّة الإنصاف والحياد .. وكم من شخص مستقل وهو ي قمة التعصب والجهل .. الانتساب في حدّ ذاته  - وجوداً أو عدماً - لا يُعتبر مدحاً ولا ذمّاً وإنما العبرة بشخصية وتفكير الإنسان" 

- عمرو البحيري

تأثير الفراشة

من الأشياء التي لا أمل من التحدث عنها أو التفكير فيها هو ذلك المفهوم الغريب الذي يُطلق عليه باللغة الدارجة "تأثير الفراشة." (الاسم العلمي لهُ هو "الإعتمادية مُفرطة الحساسية على الشروط الإبتدائية"، وهو ينتمي لأحد فروع الرياضيات التي تُسمى "نظرية الفوضى" والتي تدرس الأنظمة الديناميكية التي يظهر فيها مثل هذا التأثير).

الاستعارة التي تُستخدم في توضيح هذا المفهوم هي الفراشة.. كيف أن خفقةً واحدةً من جناح فراشة في نصف الكُرة الأرضية يُمكنها أن تسبب إعصارًا في النصف الآخر منها، وبهذا فإن "اللافعل" المتمثل في الفراشة، يمكنه أن يتسبب في أحد أعنف أفعال الطبيعة على الإطلاق.

جمال (وغرابة) هذا المفهوم يتجلى في تعارضه مع الطريقة التي نُفكر بها بصورة فطرية. نحن نميل للاعتقاد أن لكُل فعل رد فعل مساو له في المقدار، لذا نحن نتصور أن تأثير حدث ما في حياتنا يتناسب مع "ضخامة" هذا الحدث، لذا نحن نُهمل الأحداث الصغيرة. تأثير الفراشة يُخبرنا أن هذا غير صحيح.

تطبيق هذا المفهوم على مستوى الزمن الشخصي بصورة تقريبية قد يوضحه بصورة أفضل. يُمكنك أن تتخيل أن كل لحظة زمنية تمُر بها على أنها نقطة بداية يتفرع منها عدد لانهائي من الخطوط الزمنية التي يحمل كُل منها واقعًا مختلفًا، التي يُشكل كل منها مُستقبلًا معينًا لا يشابه على الاطلاق مُستقبل الفروع الأخرى.

هذه النقطة في الحقيقة ليست نقطة، إنما هي مجموعة من النقاط المُتقاربة جدًا من بعضها البعض لدرجة أنك تظن أنها منطبقة. الفرع الذي ستخطو فيه نحو مستقبل مُعين سيتغير وفقًا لأحداث لا تُدرك أصلًا أنها حدثت من فرط عدم أهميتها. تلك الأحداث التافهة ستوجه قدمك نحو نقطة بداية معينة دون أن تدرك، في الوقت الذي تعتقد فيه أنت أنك تسير حيث خططت. الآن تتحرك للنقطة التالية بعد أن تكون قد بدأت السير في فرع معين، فتنبثق عند قدميك فروعًا أخرى، ثم أخرى، ثم أخرى.

تأثير الفراشة لا يُرى إطلاقًا إلا بالنظر للخلف. موقف عابر، كلمة، معلومة، أو مُجرد نظرة قد تتسبب في قتل أحدهم بعد 10 سنوات، أو تتسبب في نجاة شخص آخر بعد عشرين سنة.. قد تتسبب في أن يُصبح شخصًا ما لصًا، وأن يصبح آخر رئيسًا.. قد تتسب في أن ترتبط بشخص لم تُخطط له إطلاقًا، وقد تتسبب في أن تنفصل عن شخص كنت قد قررت أن تظل معه للأبد.. المثال الأقصى لهذا الأمر يتمثل في تلك الكلمة التي قد يدخل رجلًا بسببها الجنة، وتلك الأخرى التي أن يهوي بسببها آخر في النار، بالرغم من أن كليهما قد قالها "لا يُلقي لها بالًا".

- د. محمد حجّاج

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

قصة الحمامة والعنكبوت


المعلومة الخاطئة:

حينما لجأ النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه أبو بكر - رضي الله عنه - إلى غار ثورٍ هرباً من مشركي قريش أثناء هجرتهما إلى المدينة المنورة, أمر الله عنكبوتاً فنسجت بيتها وحمامةً فباضت على باب الغار, فلمّا أتى المشركون إلى باب الغار لم يدخلوه لظنّهم بأنّه لم يدخل الغار أحد.

التصحيح:

وردت بعض الروايات التي تناولت قصة نسج العنكبوت إلّا أنّها ضعيفة, وأمّا قصة الحمامة فلم يرد بشأنه شيء. فضلاً عن أنّ هذه القصة تخالف ظاهر النص القرآني الوارد بخصوص هذه الحادثة.

أجاب الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله - حينما سُئِل عن هذه القصة:
" وبهذه المناسبة أودُّ أن أُنبِّه على أنَّه يوجد في بعض الكتب أنَّ العنكبوت ضَربت على بابِ الغار نسيجًا وعشِّ الحمامة وهذا لا صحة له. ليس هناك نسيج من العنكبوت وليس هناك حمامة على شجرة على باب الغار، إنما هي حماية الله. ولهذا قال أبو بكر - رضي الله عنه -: (لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا). لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصر النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر؛ ولكن الله أعمى أبصارهم فلم يروا أحدًا في هذا الغار وانصرفوا عنه. "

ولو نقصت كيلو متر واحد فقط لاحترقت الأرض

المعلومة الخاطئة:

تبتعد الأرض عن الشمس 149.6 مليون كم, ولو زادت كيلومتر واحد فقط لتجمّدت الأرض, ولو نقصت كيلومتر واحد لاحترقت الأرض!


التصحيح:

المسافة بين الأرض والشمس ليست ثابتة, ويرجع هذا لكون المدار الفلكي للأرض إهليجياً (بيضاوياً) وليس دائرياً.


تكون الأرض أقرب ما تكون للشمس في بداية شهر يناير, إذ تبلغ المسافة بين الأرض والشمس 147.1 مليون كم, بينما تكون الأرض عند أبعد نقطة لها عن الشمس في بداية شهر يوليو, إذ تبلغ المسافة 152.1 مليون كم. متوسط المسافة بين الأرض والشمس يكون حينئذٍ 149.6 مليون كم. 

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

قصة قصيدة يا طروش

القصة:

الشاعر جحيش بن مهاوش السرحاني من أهالي الجوف .. توفيت زوجته وأبناؤه صغار .. فلم يشأ أن يتزوج خوفاً عليهم من جور زوجة الأب .. ولم يكن يثقل عليهم في صغرهم أو يهينهم .. بل يصبر على الجوع بعض الليالي كي يشبع أبناؤه.

كبُر الأبناء وتزوّجوا .. وتأنف الزوجات من خدمة الشيخ .. وتحت إلحاح الزوجات يقرّر الأبناء ترك والدهم لقدره المحتوم والرحيل ليلاً. يستيقظ الشيخ صباحاً فلا يجد أحداً .. يتقصى أثر أبنائه حتى  وادي سلاحيب ليجد آثار رماد نارهم .. فقال فيهم هذه القصيدة وفيها سعاتبهم ويدعو عليهم .. وقد حدّث الرواة بأن الله استجاب لدعائه بأن قطع نسل أبنائه فلم ينجبوا .. وطال عمر زوجات أبنائه بعد وفاة بنيه ليذقن الوحدة التي عاناها.


الأبيات:

قـال الـذي يقـرا بليّـا مكاتـيـب
 ياللي تقـرون العمـى مـن عماكـم

ياعيالي اللـي تشرفـون المراقيـب
  تريّضوا لي واقصـروا فـي خطاكـم

خذوا كلام الصدق مـا بـه تكاذيـب
مثل السنـد مضمـون للـي وراكـم

ياعيال لا صرتوا ضيـوف ومعازيـب
تـرى الكـلام الزيـن ملحـة قراكـم

وتروا السبابة مـن كبـار العذاريـب
وهرج البلايـس مـا يطـوّل لحاكـم

المذهب الطيّب فهـو مذهـب الطيـب
والمذهـب الخايـب يبـوّر نسـاكـم

ياعيـال مـا سرحتكـم باللواهـيـب
ياعيـال مـا عمـر المعـزّب ولاكـم

ياعيـال ماضربتـكـم بالمشاعـيـب
ولا سمعـوا الجيـران لجـّة بكاكـم

يامـا توليـت القبايـل تقـل ذيـب
من خوف لاينقـص عليكـم عشاكـم

وياما شريت السمن من عرض ماجيب
يفـزّ قلبـي يـوم يبـكـي حـداكـم

أحفيت رجلينـي بحامـي اللواهيـب
وخليت لحـم الريـم يخالـط عشاكـم

ياعيال دونكـم لحيتـي كلهـا شيـب
هـذا زمـان قعودنـا فـي ذراكــم

قمت أتوكا فـوق عـوج المصاليـب
قصرت خطانـا يـوم طالـت خطاكـم

عطونـي القرضـة عليكـم مطاليـب
عطوني القرضة جـزى مـن جزاكـم

لابـدّ يـوم عـاوي دونـي الذيـب
بالقبر ما افرق طيبكـم مـن رداكـم

مانـي بفاضحكـم بوسـط الاجانيـب
باعمالكـم يـدرون كــل اقربـاكـم

لوكـان تـدرون الـردى والمعاييـب
صرتوا مع المخلـوق مثـل خوياكـم

خوالكـم بالطيـب تـروي المغاليـب
ولو تتبعـون الجـد محـدن شناكـم

وش علمكم يـا تاركيـن المواجيـب
حسبي عليكم هالـردى ويـن جاكـم

قصيتكـم واسنـدت وادي سلاحيـب
ولقيـت بالصبخـا مدافيـق مـاكـم

ياعيـال بعتونـي بصفـر العراقيـب
مـا هـي حقيقـة سـود الله قراكـم

يالله عسى اعماركم شمسهـا تغيـب
يعتـم قمركـم ثـم تظلـم سمـاكـم

يـا علّكـم فـي حاميـات اللواهيـب
ياللـي علـى الوالـد خبيـث لغاكـم

شفت الجفا والحيف والغُلُب والريـب
بضلوعـكـم لا بـيّـض الله قـراكـم

عسى نساكم مـا تحمـل ولا تجيـب
ولا حدن من البزران يمشـي وراكـم

اخسوا خسيتوا يـا كبـار اللغابيـب
اهبـوا هبيتـوا يقطـع الله نمـاكـم

الأحد، 9 مارس 2014

العرق دسّاس


عاش رجلٌ وزوجته في إحدى القرى محرومين من نعمة الأولاد إذ كان الزوج عقيماً لا يُنجب .. نظر إلى زوجته ذات صباحٍ وقال لها: " العمر يمضي وليس لنا من وريث يحفظ مالنا ويرعانا عند كبرنا .. وإنّي أرى أن تذهبي فتتبضعني لعلّنا نرزق بولدٍ يملأ علينا بيتنا " .. أجابت الزوجة بالإيجاب فلكم كانت تتوقُ إلى كلمة " أمي " .. وفعلت كما طلب منها زوجها .. ولم تكد تمرُّ تسعة أشهر حتى رزقا بما كان يتمنيّان.

مضى عامان وكبر الولد .. وتاق الزوجان لثانٍ يكون أزراً وعوناً لأخيه عند الكبر .. فقرّرا أن تتبضّع الزوجة كما المرّة الماضية .. وبالفعل رزقا بطفلٍ ثانٍ .. ثمّ أعادت الزوجة الكرّة مرتين بعد ذلك بسنين قليلة فأصبح لديهما أربعة أولاد.

مضت السنين وشبّ الأولاد .. وبينما كانوا يتسامرون مع والدهم ذات مساءٍ طلب منهم أن ينشده كلُّ واحدٍ منهم بيتاً من الشعر - اختباراً لهم ليعلم كنههم .. فأنشده الأول:
يا ميحلا بالشمس يبدا شعقهي .. طخّ الافرنجي من ورا سروح بِدوان
(الشرح:
- يا ميحلا بالشمس: ما أجمل الشمس!
- يبدا شعقهي: أي يظهر نورها .. والشعق والشعاق هو النور والضياء
- الافرنجي: يقصد البندقيّة
- سروح بدوان: يقصد رعاة الشاء

المعنى العام:
- ما أجمل أن بدء النهار بالنهب من الرعاة)

فقال الأب في نفسه: " إذاً فهذا ابن لصّ وقاطع طريق " .. ثم أنشد الثاني:
يا ميحلا بالشمس يبدا شعقهي .. فرد المناسف فوقها اذناب خرفان
(الشرح:
- المناسف: جمع المنسف .. وهو اسم لنوع من الطعام

المعنى العام:
- ما أجمل بدء النهار بتقديم المناسف المغطاة باللحم للأضياف)

فقال الأب في نفسه: " إذاً فهذا ابن شيخ قبيلة " .. ثم أنشد الثالث:
يا ميحلا بالشمس يبدا شعقهي .. قرطة يمينك من ورا صُلب غويان
(الشرح:
- قرطة يمينك: القرط هو الرمي .. أي أن تلقي بيدك اليمنى
- صُلب: ظهر
- غويان: غاوية أي حسناء

المعنى العام:
- ما أجمل بدء النهار باحتضان فتاةٍ حسناء)

فقال الأب في نفسه: " إذاً فهذا ابن زير نساء " .. ثم أنشد الأخير:
يا ميحلا بالشمس يبدا شعقهي .. عجّ المويلي من ورا جوز فدّان
(الشرح:
- عجّ المويلي: أي الشروع بغناء الموّال
- جوز فدّان: أي زوج من الثيران

المعنى العام:
- ما أجمل بدء النهار بغناء المواويل أثناء حرث الأرض)

فقال الأب في نفسه: " إذاً فهذا ابن فلاّح ".

السبت، 8 مارس 2014

إعدام ديك !


في عام 1474م .. شاع بين أهل مدينة بال السويسرية أنّ ديكاً باض بيضة .. رُفع أمر هذا الديك إلى المحكمة التي قضت بإعدام الديك حرقاً وإحراق البيضة بتهمة مخالفة الطبيعة !

إعدام قرد !


في عام 1705م .. وصل زورقٌ على متنه قردٌ إلى شاطئ هارتبول " Hartlepool " الإنجليزية .. قُبض على القرد وقدّم لمحاكمةٍ عسكريّةٍ حيث حُكم عليه بالإعدام شنقاً بتهمة التجسّس لصالح فرنسا!

الملك الذي جلد البحر



إنه الملك الفارسي " أزركسيس " .. ابن الملك " داريوس " .. حكم ما بين 485 ق.م. - 465 ق.م. .. امتدت الامبراطورية الفارسية في عهده من الهند إلى كوش (النوبة) .. أراد أن يضم المدن الإغريقية إلى ملكه .. فجهّز جيشاً جراراً واتجه إلى أوروبا.

أقام جسراً على مضيق الدردنيل الرابط بين آسيا وأوربا .. إلّا أن الريح هاجت وعلا الموج فتحطّم الجسر .. غضب الملك وثار .. وأمر بقطع رؤوس المهندسين وجلد البحر ثلاثمائة جلدة عقاباً له على تحدّي الملك !

الجمعة، 7 مارس 2014

تأملات في سفر الحياة .. للكاتب: مصطفى قاسم عباس


الإنسان بطبيعته يَكره المِحَن والخُطوبَ ويَتبرَّم من الشدائد والملِمَّات، ويتضجَّر من الظلم ويَغلي صدرُه غَليان المِرْجَل عندما يرى المآسي تتْرَى والأحزانَ تتوالَى، والعَبَرات تُسكَب، ويَنفر عنه الصَّديق تِلْوَ الصديق، والأخُ بعد الأخ، ويَصِل إلى مرحلة البكاء، واضعًا نُصْب عينيه قولَ الشاعر:
 يُخَادِعُنِي الْعَدُوُّ فَمَا أُبَالِي ... وَأَبْكِي حِينَ يَخْدَعُنِي الصَّدِيقُ

ولكن - ليت شعري - إنَّ الإنسانَ عندما ينظر إلى هذه القضيَّة بنظرة تأمُّليَّة، فإنه سوف يرى أنَّ في كلِّ مِحنة منحةً، وفي كل غدرٍ وفاءً، وستتفتَّح له آفاق وآراء، لَم تكن لتَتَفتَّح لولا ما حلَّ به، فيقول: الحمد لله، ويَمضي في طريقه قائلاً:

جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ ... وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّصُنِي بِرِيقِي
ومَا شُكْرِي لَهَا حَمْدًا وَلَكِنْ ... عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي 


قد يُكْلَم الإنسانُ بمُدْيَة أو بسواها في ناحية من نواحي جسده، لكنَّ جُرْحَه سُرعان ما يَلْتَئِم، وحُزن قلبه سُرعان ما يزول، ولكنَّ نفسه عندما تُكْلَم، ورُوحه عندما تُجْرَح، وفؤاده عندما يتصدَّع، فبالله قل لي: كيف ستَلْتَئِم الجراحُ، وكيف سينتظم زجاجُ القلب المتناثر؟!


• إذا قمتَ بخدمة الناس لأجل الناس، فإن كثيرًا من الناس يُنكرون فضْلَك، ويتناسَون ما أسْدَيت لهم من معروف - خاصةً مع مرور الزمن - فاجْعَل خِدمتك للناس، لا لتَنتظر الثناءَ منهم، بل لأجْل فِعْل الخير.


• إذا كنت تنتظر ثوابًا من الناس على معروف أدَّيْتَه، فهَيْهَاتَ هَيْهَات - إلاَّ مَن رَحِم ربُّك - فأكْثرُ الناس يَنسَوْن؛ ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64].

• قد تشعر بالخيبة والمرارة، ويَحوطك الحزنُ واليأس من كلِّ جانب، بالإضافة إلى ما يَعتريك من الدهشة والحيرة والذهول، وإذا سألتني: متى يكون ذلك؟ فأقول لك: عندما تتيقَّن أنَّ أعزَّ الناس عليك يَطعنك في ظهرك، وفي الوقت ذاته يُظهر لك خالصَ الحبِّ والوداد، فعليك ألا تَستغربَ من ذلك؛ فهذا شيء قد اعتاد عليه الناس في زماننا، بل عليك أن تهيِّئ نفسك لتستعدَّ لصفعة أخرى من مُحبٍّ جديد.

• يتعلَّلُ كثير من الضعفاء بقول الشاعر:

تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لاَ تَشْتَهِي السُّفُنُ


وبالمقابل يبالغُ كثير من الأقوياء الواثقين في أنفسهم عندما يقولون:

تَجْرِي الرِّيَاحُ كَمَا تَجْرِي سَفِينَتُنَا
نَحْنُ الرِّيَاحُ وَنَحْنُ الْبَحْرُ وَالسُّفُنُ 


• كثير من الناس تتحرَّكُ عزائمُهم، وتَنهض حالهُم، وتَهبُّ رياحُ قوَّتهم، وتعلو هِمَّتهم حتى تصل الثُّريَّا، ولكن - مع الأسف - كلُّ ذلك بعد فوات الأوان؛ ولذلك تراهم يُدندنون ويُهَمْهِمون دائمًا:

إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا
فَعُقْبَى كُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ 

• لا تغترَّ بكثرة الناس حولَك، ففي الأعاصير والعواصف لا تَثبت إلاَّ الجبال، فأمَّا الزَّبد، فيذهب جُفاءً، وأمَّا ما ينفع الناس، فيَمكُث في الأرض.


• الذي لا يتعلَّم من أخطائه، ولا من أخطاء الآخرين، فرُبَّما لن تتحسَّرَ عليه إذا ألَمَّت به مُلمَّة جزاءَ ما اكْتَسَبت يداه.


• قد تصل إلى مرحلة تظنُّ فيها أنَّ الباطل أقوى من الحق، وأنَّ الظلمَ أصلحُ من العدل، وأنَّ الخيانة أفضلُ من الأمانة، وأنَّ اليأس خيرٌ من الأمل، وأنَّ الموت أجملُ وألذُّ من الحياة ونعيمها، لكنَّك - يا صاحبي - تَنظر بمِنظار الساعة التي تعيش فيها، والمكان الذي تتعايش معه، فهذه الثوابتُ لا تُقاس بساعة زمنيَّة، ولا بمكان محدَّدٍ؛ إنما تُحسب على مرِّ العصور والأزمان، وقد تختلف باختلاف الأمكنة.


فبنظرة سريعة في التاريخ الغابر، وبما خلف لنا من أوابدَ أثريَّة، نرى أنَّ الباطل إذا كانت له جولة، فإن للحقِّ جولات وجولات،  وأن الظلم كما قالوا: مَرتعُهُ وخيمٌ، وأنَّ الخيانة لَم ولن تكونَ كالأمانة في سُموِّها ورِفْعتها، وأن اليأس والتعلُّل مَطيَّة الفاشلين، وأنَّ الموت ليس أجملَ من الحياة، وإلاَّ لَمَا كان هناك بعثٌ ولا نشور، وهنا يجول في خاطري قول الشاعر:

وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا ... لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا ... وَنُسْأَلُ بَعْدَهَا عَنْ كُلِّ شَيِّ 


• الأيام أيها القارئ الكريم، هي الأيامُ ذاتُها لَم تتغيَّر، والزمن يجري شئتَ ذلك أم أبيتَ، والأمكنة هي الأمكنة، ولكنَّك أنت لستَ أنت؟! أو بمعنًى آخرَ: مِزاجك يَختلف من ساعة إلى ساعة، بل من لحظة إلى أخرى، ولَم يتغيَّر شيء في الزمن.


وكذلك الأمر بالنسبة للأمكنة، فعندما تكون بين السنابل والأقاحي، وفي جنان أرض تجري من تحتها الأنهار، وتتنسَّم أريجًا يفوق المسكَ ذكاءً، فهذا طبعًا لا يُقارَن بحالة أخرى، كأن تكونَ في صحراءَ قاحلة، ولَفْحُ الشمس يَخترق وَجْنتيك، ولا ترى حولك إلاَّ سرابًا بقيعة يَحسبه الظمآنُ ماءً، وتظنُّ الأسلَ والسدرَ والصبَّارَ وردًا وياسَمينًا ونرجسًا.

ومع ذلك نرى كثيرًا من الناس يعتبون على الزمن والدهر، وبعضهم قد يصل إلى مرحلة السِّباب والشتائم، فنتذكَّر قولَ القائل:

نَعَيبُ زَمَانَنَا وَالْعَيْبُ فِينَا
وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا 


الأربعاء، 5 مارس 2014

لما تمطر الدنيا زلابية

   
كان يا ما كان في قديم الزمان .. كان هناك رجلٌ أحمقٌ وزوجته يعيشان في فقر مدقع .. ولم يكن لهما من مصدر رزقٍ إلا بقرةٍ يعتاشان من بيع لبنها .. غير أن حالهما ازداد سوءاً ممّا اضطر المرأة إلى أن ترسل زوجها بالبقرة ليبيعها علّهما ينتفعان بثمنها.

انطلق الرجل بالبقرة حتى إذا انتصف النهار مال إلى شجرة ليستريح تحتها ويحتمي بظلها من حرارة الشمس .. سمع الرجل صوتاً فرفع نظره ليرى بومةً تصيح فوق الشجرة - قد أيقضها خوار البقرة .. ناداها الرجل:" يا أم سليمان (كنية البومة) .. أتشترين منّي هذه البقرة؟ " .. صاحت البومة فظن الرجل أنها أجابت بالقبول .. فسألها عن الثمن؟ فصاحت مرة أخرى وهي تنظر نحوه .. فظن أنها تشير إلى الأرض .. حفر الرجل تحت الشجرة فوجد صندوقاً مليئاً بالنقود الذهبية .. أخذ منه عشر قطع ثم أعاد الصندوق إلى مكانه وردم الحفرة .. ربط البقرة بالشجرة ومضى عائداً إلى منزله.

لمّا وصل الرجل إلى المنزل .. ناول زوجته القطع الذهبية .. ذُهلت المرأة فالبقرة لا تساوي كل هذا القدر من المال .. استخبرته فأعلمها بالقصة .. أثنت عليه المرأة ثم غافلته وذهبت إلى موضع الشجرة الذي وصفه لها زوجها .. فاستخرجت الصندوق وحلّت رباط البقرة وعادت بهما إلى المنزل.

لمّا رأى الرجل زوجته عائدة بالذهب والبقرة .. أخذ يصيح ويتوعّد بإبلاغ الشرطة .. وزوجته تستهديه فلا يهدأ .. فلمّا أعياها فكرّت في حيلة لإسكاته .. فصنعت زلابيا (نوع من الحلوى) ونثرتها في أرجاء المنزل وعلى مدخل البيت ثمّ مضت إليه وقالت له: " أين تذهب والسماء تمطر زلابيا في الخارج! دع المطر يتوقف ثمّ اذهب وأحضر الشرطة! " .. صدّقها زوجها وذهب لأكل الزلابيا .. وفي اليوم التالي ذهب لإبلاغ الشرطة.

عاد الزوج ومعه الشرطة والفضوليون من الجيران .. أقبل الجمع يسأل المرأة عن صحة ما يقوله زوجها .. فردّت الزوجة قائلة: " أيها القوم .. إنّ زوجي أحمق! .. اسألوه من هي أم سليمان التي يدّعي بيعها البقرة! " .. فأجاب الزوج: " أجل .. لقد بعتها لأم سليمان .. البومة " .. واستطردت المرأة قائلة: " والآن اسألوه متى كان هذا الأمر! " .. فردّ الزوج : " هذا كان بالأمس .. عندما كانت السماء تمطر زلابيا " .. فتيقّن الجميع من حماقة زوجها وأنه يختلق قصصاً وهميةً .. فاعتذروا من المرأة ودعوا لها بالصبر على حماقة زوجها وانصرفوا.

الثلاثاء، 4 مارس 2014

عظيم سرى أو عظيم لاح


  هي لعبة شعبية منتشرة بين البدو في شمال السعودية وجنوب الأردن وفلسطين وفي سيناء .. هي اليوم أقل انتشارا بين أبناء الجيل الجديد .. حالها كحال غيرها من الألعاب الشعبية التي توشك على الضياع والاندثار في ظل انتشار ألعاب الكمبيوتر.

وهي التي يقصدها الشاعر ناجي بن سعد بقوله:
عظيم ساري حاذفه ينحاش له ... في سراب التيه نلعب واجهله

من قصيدته التي مطلعها:
أتمنى والتماني فاشله .. مثل من يطرد سرابٍ بمحله

عدد الأفراد:
   20-10 طفل .. تتراوح أعمارهم بين 10-16 سنة.

أداة اللعب:
   عظم (أي عظمٍ متوفّر بشرط أن يكون ناصع البياض حتى يسهل ملاحظته والعثور عليه).


وصف اللعبة:
  تُمارس هذه اللعبة عادةً في مساء ليلةٍ مقمرة من ليالي الصيف .. وذلك بأن ينقسم الأطفال إلى فريقين .. تُجرى بعدها القرعة لتحديد الفريق الذي يبدأ برمي العظم .. ويتم تحديد منطقة آمنة تمثّل الهدف وذلك بخطّ نصف دائرة أو دائرة كاملة حولها.

يقوم قائد الفريق الفائز بالقرعة برمي العظم في أي اتجاه صائحاً (عظيم سرى وين راح؟ .. أو عظيم راح وين طاح؟) لحثّ اللاعبين على إيجاد العظم .. فينتشر لاعبي الفريقين بحثاً عنه في حرصٍ شديدٍ ومراقبة لبعضهم البعض .. ومن ينجح في العثور على العظم يحاول قدر المستطاع التمويه على لاعبي الفريق الآخر والتسلّل باتجاه نقطة الانطلاق والوصول للهدف دون أن يُكتشف .. فإذا ما فطن إليه أحد لاعبي الفريق المنافس واكتشف وجود العظم معه حينئذٍ ينشب عراكٌ بين أفراد الفريقين في محاولة لاستخلاص العظمة والهرب بها نحو منطقة الانطلاق .. والفريق الذي يتمكن من ذلك يعتبر فائزاً بالجولة ويحصل على نقطة .. ثم يقوم قائده برمي العظم مرةً أخرى وينتشر اللاعبون بحثاً عنه .. وتستمر الجولات ليفوز الفريق الحاصل على نقاطٍ أكثر باللعبة.

الجمعة، 28 فبراير 2014

السايس والملك


خرج الملك في موكب عظيم يتجول في مملكته .. وفي أحد الطرق استوقفه مشهد رجلٍ يجمع بقايا الطعام من إحدى أكوام القمامة .. أشار الملك إلى أحد رجاله وأمره بأن يحضر له الرجل ليستخبر حاله .. فأُتي بالرجل مذعوراً .. طمأنه الملك وهدّأ من روعه ثم سأله عن حاله .. فأخبره الرجل بأنه أبٌ لعددٍ من الأولاد والبنات وأنه لا مصدر دخل له فلا يقدر على شراء الطعام .. لذا فهو يعمد إلى جمع فضلات الطعام من المكبات ... أشفق الملك عليه وعيّنه سائساً لخيله .. فرح الرجل بذلك وعلى الفور أحضر عائلته وانتقل للسكن في قصر الملك.

مرّت الأيام والسائس ينعم في أرغد عيش .. فقد تغير عيش المعدم وأظهرت له الدنيا وجهها الحسن من بعد ضنك العيش .. حتى أتى ذلك اليوم الذي أقبل الملك فيه على السائس يسأله عن أحواله وأهله وعمله .. ثم أخذ الملك يتفقد أحوال الخيل حتى وصل إلى أحبّ خيله إليه وأعزّهم لديه .. فسأله الملك: " ما رأيك في هذا الجواد؟ " .. فأجاب السائس: " إنه جواد جميل .. قلّما تصادف مثله .. إلاّ أن فيه عيبا واحدا" .. تغيّر وجه الملك وسأله متعجباً: " وما هو؟ " .. أجاب السائس: " هذا الجواد أرضعته بقرة " .. صُدم الملك لجواب السائس فخرج لا ينطق جواباً وعلى الفور أمر باستدعاء التاجر الذي أهداه هذا الجواد .. فسأله الملك: " أخبرني عن الجواد الذي أهديتني إياه " .. أجاب التاجر: " إنه جواد أصيل .. وما كنت لأجد أحدا أولى به من الملك تطيب نفسي بإهدائه إليه " .. ردّ الملك: " أصدقني عن الجواد وإلا فلن ترى الخير " .. أحس التاجر بغضب الملك فآثر الصدق : " أيّها الملك .. لقد ماتت أمّ هذا الجواد أثناء ولادته .. وكانت عندي بقرة فوضعته تحتها .. فربي معها يرضع منها وتحنو عليه كأنه صغيرها ".


تبيّن الملك صدق السائس وعزم على الإمعان في اختباره .. فاستدعاه في اليوم التالي وسأله عن صقره .. أجاب السائس: " إنه صقر قويّ سريع مدرّب أحسن التدريب .. إلا أن أمه دجاجة " .. انتفض الملك غضبا قائلا: " ماذا؟ .. أمدرك أنت لما تقول " .. وأمر باستدعاء مدرّب الصقر .. واستنطقه بشأن الصقر .. فأقرّ المدرب بأنه وجد بيضة صقر في أحد أعشاش الصقور .. وأنه أخذها ووضعها وسط بيض ترقد عليه دجاجته .. حتى فقست البيضة وخرج منها الصقر .. فعلّمه ودرّبه حتى غدا صيّاداً بارعاً لا يفلت منه طيرٌ في السماء .. فأهداه للملك.

استشاط الملك غضبا وعزم على الإيقاع بسائسه .. فاستدعاه لقصره ثم أمره أن يسوس له زوجته .. ذُهل السائس لأمر الملك إلا أنه لم يكن له بدّ .. نظر السائس إلى زوجة الملك ثم قال له - على انفراد: " إن الملكة يا سيدي من أجمل نساء المملكة .. إن لم تكن الأجمل " .. نظر إليه الملك بحدّة ثم قال له : " ليس عن هذا سألتك .. أريدك أن تخبرني بأصلها " .. ابتلع السائس ريقه بصعوبة وسأل الملك الأمان فأجابه الملك إلى ذلك إن صدقه .. فقال: " سيدي الملك .. إنها غجرية " .. نزل الجواب كالصاعقة على الملك ..  فذهب من فوره إلى أصهاره .. وتوعدهم إن لم يصدقوه عن ابنتهم .. فبينوا له حقيقة الأمر .. وأن قوما من الغجر نزلوا بمدينتهم ثم ارتحلوا بعد مدة وخلّفوا وراءهم طفلة صغيرة نسوها في غمرة رحيلهم .. فتعهدوها حتى كبرت وأصبحت أجمل نساء المدينة .. فلم يجدوا أحدا خيرا من الملك يتزوجها.

رجع الملك إلى سائسه وصدره يتقدّ .. وأمره هذه المرة أن يسوسه ويعرف أصله .. أدرك السائس أن هذه النهاية وأنه ميت لا محالة إن لم يصدق الملك القول .. فرفض الإجابة قبل أن يؤمّنه الملك .. حينها أجاب: " سيّدي الملك .. أعظم ملوك الأرض .. غير أنك لست من صلب الملك الراحل !! " .. اسودت الدنيا في عينيّ الملك وأطبق السكون فلم يكن يرى أو يسمع ما يدور حوله .. استجمع ما تبقى من وعيه ومضى إلى أمه .. وضع السيف على رقبتها وهدّدها بالقتل إن لم تصدقه  .. انهارت أم الملك وشرعت في البكاء .. تستعطفه وتستلينه وتقسم له بأنها أمه وأنه ابن الملك الراحل .. غير أنه لم يعبأ بتوسلاتها ولا باستعطافها .. فلمّا يئست منه صارحته بالحقيقة الصادمة .. فالملك السابق لم يكن ينجب وخاف أن يضيع ملكه فطلب من زوجته أن تواقع أحد أعوانه ثم لمّا تبيّن حملها أمر بقتل هذا الشخص.

اعتزل الملك حاشيته ورجاله وأخذ يسترجع ذكرياته .. أيام سعادته وهنائه قبل أن يصادف وجه النحس الذي قلب حياته رأساً على عقب .. وجعل أحبّ الأشياء لديه مصدراً لتعاسته .. هنا أضمر الملك الشرّ بالسائس وعزم بصدق على قتله .. فخرج من عزلته وأمر أن يؤتى بالسائس إليه .. فلمّا أُحضر رمى السائس بنفسه على قدميّ الملك يتمسح بنعليه ويسأله أن يعفو عنه لا لأجله ولكن لأجل أولاده .. لم يعبأ الملك بتوسلات السائس إلا أنه وضعه تحت اختبار نتيجته حتمية وهي موت السائس لا محالة .. أشار الملك إلى ثلاث جرار بجواره وأمر السائس أن يخمن ما بداخلها فإن أخطأ قتله .. أدرك السائس أنه ميّت لا محالة وأن لا أمل في نجاته .. فكيف له أن يعلم ما بداخل هذه الجرار وهو الذي لا يعرف أصلاً أصول السَوس .. فكل ما أخبر به الملك من قبل ما هي إلا تخمينات وتكهنات تصادف أنها كانت صادقةً جميعُها !!

طلب السائس من الملك طلباً أخيراً بأن يودّع أبناءه قبل الرحيل .. أجابه الملك إلى طلبه على مضض .. ولمّا اجتمع السائس ببنيه قال لهم على مسمعٍ من الملك - ملخّصاً مراحل حياتهم معاً والدموع تترقرق في عينيه: " يا أولادي .. الأولى زفت .. والثانية عسل .. والثالثة قطران " .. يقصد أن عيشهم كان ضنكاً (زفت) ثم غمرتهم النعم (عسل) والآن انقلب الحال إلى فراق وموت (قطران - زفت مُسال).

ظنّ الملك أنّ السائس يتحدث عن الجرارالتي كانت مملموءة بالفعل كما قال .. زفت وعسل وقطران .. فلم يكن أمامه إلا يعفو عن السائس كما وعد - على غير رغبةٍ منه .. وأمر بطرده وأهله من القصر والمدينة.

الأربعاء، 12 فبراير 2014

الرنّ أو السبع حجار


الوصف :-
من الألعاب الشعبية التي يلعبها الأطفال في شمال السعودية وجنوب الأردن وفلسطين .. وتسمى بلعبة "الرنّ" أو "السبعة أحجار" .. سبب التسمية قد يرجع لعدد قطع الأحجار المستخدمة في اللعبة بداية نشأتها .. أمّا اليوم فعدد القطع قد يزيد عن ذلك

عدد اللاعبين :-
من 6-12 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و 13 عام.

الأدوات :-
- كرة صغيرة بحجم كرة التنس الأرضي (بحجم قبضة اليد تقريبا)
- عدّة قطع من الحجارة الرقيقة الملساء بما يسمح برصّها رأسياً فوق بعضها البعض (عادةً ما تكون من قطع البلاط المكسّر أو من أحجار البناء)



شرح اللعبة وقوانينها :-
- ينقسم الأطفال إلى فريقين في بداية اللعبة .. أحدهما يمثل الفريق المهاجم (ومهمته بناء الأحجار المتهدمة) والآخر مدافع (ومهمته منع الفريق الآخر من إعادة بناء الأحجار)
- يتم بناء الأحجار برصّها وتصفيطها فوق بعضها البعض .. ثمّ يُحَدّد خطّ على بعد 5-8 أمتار من الحجارة المبنيّة .. ويصطف أعضاء الفريقين خلق هذا الخط
- يتناوب أعضاء الفريقين على التصويب على الحجارة المبنية لإسقاطها (بعد تحديد الفريق البادئ عن طريق القرعة) .. وعند يمكّن أحد اللاعبين من إسقاط الحجارة يكون فريقه الفريق المهاجم
- يتفرق لاعبو الفريق المهاجم بينما ينتشر لاعبو الفريق المدافع ويبقى أحدهم بجوار الحجارة للدفاع
- يتبادل أفراد المدافع الكرة في محاولة لإصابة جميع أفراد الفريق المهاجم قبل تمكنّهم من إعادة بناء الحجارة المهدّمة (فاللاعب الذي تصيبه الكرة في أي جزء من جسده عدا رأسه يعتبر خارجاّ من اللعبة).. بينما تتوقف مهمة أفراد الفريق المهاجم على المراوغة وتفادي الإصابة حتى التمكنّ من رصّ الأحجار وإعادة بنائها .. وقد يقوم أحد اللاعبين  المهاجمين بتشتيت الكرة برأسه لإتاحة الفرصة لبقيّة أفراد الفريق للوصول للهدف والشروع في البناء (وفي هذه الحالة لا يعتبر اللاعب خارجاً من اللعبة)
- يعتبر الفريق المهاجم فائزاً إذا تمكنّ من إعادة بناء الحجارة ورصّها .. أمّا إذا أُصيب جميع اللاعبين قبل تحقيق الهدف فالفريق المدافع هو الفائز في اللعبة

السيجة


الوصف :-
لعبة شعبية تنتشر في السعودية (تحديداً شمال المملكة) ومصر والسودان والأردن وفلسطين .. تستهوي كبار السنّ وإن كان يلعبها بعض الشباب أيضاً .. يمكن القول بأنّها "شطرنج البادية" .. تُلعب عادةً في الفترة بين صلاتي العصر والمغرب (حيث يجتمع كبار السنّ للحديث وتمضية الوقت)



طريقة اللعب :-
- تُصنع حفرٌ صغيرةٌ في الرمل على شكل أسطر حيث تتكون من 7 أسطر في كل سطر منها 7 حفر فيكون عدد الحفر 49 حفرة تسمى "دُور - جمع دار" .. والطريقة المتبّعة عادةً لصنع الحفر هي باستعمال كلا الإبهامين بالتوازي وبالتزامن لخطّ سطرين عموديين وتكرار الأمر مرتين أخريين ثم إضافة سطر (أو خطّ) سابع بإبهامٍ واحدٍ فقط
- تغطى الحفرة الوسطى بكومة صغيرة من الرمل (على قدرها فقط فلا يتجازوها الرمل إلى الحفر المجاورة)
- يجمع كل لاعب 24 قطعة متجانسة (من الحصى أو البعر أو أعقاب السجائر أو العيدان وخلافه مما توافر بالجوار بشرط التجانس والملاءمة) بحيث يمكن التمييز بسهولة بين قطع اللاعبين .. تسمى هذه القطع بالجِراء (جمع جرو)
- تبدأ اللعبة بالنزول (أو مرحلة "الرمي") .. وهو أن يبدأ اللاعبان بوضع (الجراء) في (الدور) بالتناوب جروين جروين (أي أن يبدأ أحد اللاعبين "المُقدِم" بوضع جروين في حفرتين أو دارين ثمّ يقوم اللاعب الآخر بدوره بوضع جروين في دارين .. ويستمرّ اللاعبان في وضع الجراء بالتناوب حتى نفاذ الجراء وامتلاء جميع الحفر (عدا الحفرة الوسطى المغطّاة بالرمل)
- تبدأ المرحلة الثانية من اللعبة وهي مرحلة اللعب بأن يشرع اللاعب المقدم (البادئ في الرمي) بتحريك أحد جرائه إلى الحفرة الوسطى ليفسح المجال لمنافسه بالحركة .. ويتلوه منافسه بتحريك أحد جرائه إلى المربع الخالي
- يتناوب اللاعبان على تحريك الجراء بالتتابع نقلة بنقلة (كل نقلة تسمى "رَحَلَة") إلى أي اتجاه في المربعات الخالية (أفقيّاً أو عمودياً) بشرط عدم التخطّي لإخراج جرو أو أكثر (بنقلة واحدة أو بسلسلة من النقلات المتتابعة في الدَور الواحد) بحصار جراء الخصم بين جروين من جراء اللاعب صاحب الدور والنقلة (حيث يعتبر الجرو المحاصَر خارجاً من اللعبة)
- اللاعب الذي يخرج جميع جراء خصمه من اللعبة مع بقاء جروين أو أكثر من جرائه في اللعبة يعتبر فائزاً باللعبة

شروط اللعب :-
- لا يجوز البدء باللعب إلاّ بعد الانتهاء من عملية النزول
- لا يجوز النزول في الحفرة الوسطى (المغطّاة بكومة الرمل الصغيرة)
- لا يجوز النزول بأكثر من جروين دفعة واحدة
- لا يجوز النزول بجروين في نفس الدار (الحفرة)
- لا يجوز نقل أكثر من جرو في نقلة واحدة
- لا يجوز التخطي في النقل
- يشترط في الحصار أن يكون عمودياً أو أفقياً .. وحصار الأركان لا يُيعتّد به
- يكون جرو الخصم محاصراً إذا وقع بين جروين من جراء اللاعب صاحب النقلة في نفس النقلة (بالنقل المباشر) .. ولا يكون محاصرا إذا وقع بين جراء الخصم ابتداء نتيجة النزول أو المجاورة

من استراتيجيات اللعبة :-
- قد يتعمد أحد اللاعبين أثناء النزول (الذي يشرع بالنزول والنقل أولاً) أو بنقلة البداية إغلاق المنافذ على خصمه بحيث لا يجد مجالاً للقيام بنقلته (أو رَحَلَتِه) .. وذلك لإجباره على النقل في المكان الذي يختاره هو (بما يكون لصالحه) بعد أن يحرّك أحد جرائه فاتحاً دربا للخصم .. إلاّ أنّ هذه الاستراتيجية غير مستحبّة ويعتبرها المعظم من سمات اللعب غير النظيف
- يلجأ اللاعب الذي يبدأ بالنزول (والنقل) ثانياً لرصّ جرائه أثناء النزول بشكل متقارب (لتصبح متكتّلة في مكان واحد) لتحمي بعضها البعض .. وليمنع جراء خصمه من الوصول لجرائه المحجوزة في الداخل .. وفي هذه الحالة يستطيع أن يرغم خصمه على إخراج جروين مقابل كل جرو من جرائه المعزولة في الداخل (بشرط أن يكون هذا الجرو قادراً على التنقل بين 3 دور متجاورة .. وعليه فالجراء المقيّدة أو التي تتحرك في دارين فقط لا يمكن استبدالها بجروين من جراء الخصم) .. ويسمى هذا الجرو في هذه الحالة ب" أبو اثنين"
- استبدال الجراء المعزولة بضعف عددها من جراء الخصم متاح فقط للاعب الذي يلعب ثانياً .. ويحرص اللاعب الذي يبدأ في النزول دوماً على منع خصمه من تكتيل الجراء بوضع جرائه قريباً من جراء خصمه (في الوسط وعلى الأطراف)

مأساة ابن زريق




  يعيش الشاعر أبو الحسن عليّ أبو عبد الله بن زريق البغدادي المعروف بابن زريق مع زوجته وابنة عمه التي يحبّها كل الحبّ ويعشقها كل العشق .. يعيشان في بغداد في ضنك من العيش وضيق ذات اليد .. فيقرّر الشاعر أن يرتحل إلى الأندلس علّه يجد في ملوكها وأمرائها غايته ومبتغاه .. تتعلّق به زوجه وحبيبته وترتجيه أن لا يتركها .. فهي تصبر على الفقر ولكنها لا تقوى على الهجر .. تترقرق الدموع في عينيه ولكن لا بدّ من الرحيل.

يصل شاعرنا إلى الأندلس بعد طول سفر .. وهناك يجاهد ويكافح من أجل تحقيق الحلم .. لكن التوفيق لا يصاحبه .. يقصد الأمير أبا الخير عبد الرحمن الأندلسي ويمدحه بقصيدة بليغة فيعطيه الأمير عطاءً قليلاً اختباراً له .. يتجرّع ابن زريق الغصّة فيقول وقلبه يتلظّى: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون .. سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل .. فأعطاني هذا؟ ".

يعود ابن زريق إلى غرفته في الخان .. ويستلقي على فراشه وقد اشتد به الحزن والمرض غريباً وحيداً .. يمضي ليلته يتذكر زوجته ويتذكر بكاءها واستعطافها له بأن يبقى ولا يتركها وحيدة من بعده .. يعزّ عليه حاله فينهمر بالبكاء .. يمسك برقعة من القرطاس ويشرع بكتابة رائعته التي تصوّر حاله وحبّه لزوجته وندمه على عدم الالتفات لنصحها وتصوّر رحلته واغترابه وألمه وغربته .. يطوي الرقعة ثم يضعها تحت وسادته .. ويغمض عينيه لينام النومة الأبدية.



نص القصيدة:

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُقَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِمِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاًمِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُفَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُمِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُرَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍمُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىًوَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمهللرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُرزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُلَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرىمُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَتبَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهإِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراًبِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِيصَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىًوَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌعَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِبِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُوَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلاشَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِكَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُالذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُلَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُهابِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُبِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذالا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِيبِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍعَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاًفَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَستآثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُناأَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُوَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُكَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذاجَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِيبِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاًفَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَناجِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُفَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

أقوال رائعة - أنت لستَ نصف إنسان

" لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت. 

إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول.. النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.. النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك، النصف هو أن تصل وأن لاتصل، أن تعمل وأن لا تعمل، أن تغيب وأن تحضر.. النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت. النصف هو أن لا تعرف من أنت .. ومن تحب ليس نصفك الآخر.. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه!!.. 

نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة.. النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان. أنت إنسان.. وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة!! "

- جبران خليل جبران