الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

قصة قصيدة يا طروش

القصة:

الشاعر جحيش بن مهاوش السرحاني من أهالي الجوف .. توفيت زوجته وأبناؤه صغار .. فلم يشأ أن يتزوج خوفاً عليهم من جور زوجة الأب .. ولم يكن يثقل عليهم في صغرهم أو يهينهم .. بل يصبر على الجوع بعض الليالي كي يشبع أبناؤه.

كبُر الأبناء وتزوّجوا .. وتأنف الزوجات من خدمة الشيخ .. وتحت إلحاح الزوجات يقرّر الأبناء ترك والدهم لقدره المحتوم والرحيل ليلاً. يستيقظ الشيخ صباحاً فلا يجد أحداً .. يتقصى أثر أبنائه حتى  وادي سلاحيب ليجد آثار رماد نارهم .. فقال فيهم هذه القصيدة وفيها سعاتبهم ويدعو عليهم .. وقد حدّث الرواة بأن الله استجاب لدعائه بأن قطع نسل أبنائه فلم ينجبوا .. وطال عمر زوجات أبنائه بعد وفاة بنيه ليذقن الوحدة التي عاناها.


الأبيات:

قـال الـذي يقـرا بليّـا مكاتـيـب
 ياللي تقـرون العمـى مـن عماكـم

ياعيالي اللـي تشرفـون المراقيـب
  تريّضوا لي واقصـروا فـي خطاكـم

خذوا كلام الصدق مـا بـه تكاذيـب
مثل السنـد مضمـون للـي وراكـم

ياعيال لا صرتوا ضيـوف ومعازيـب
تـرى الكـلام الزيـن ملحـة قراكـم

وتروا السبابة مـن كبـار العذاريـب
وهرج البلايـس مـا يطـوّل لحاكـم

المذهب الطيّب فهـو مذهـب الطيـب
والمذهـب الخايـب يبـوّر نسـاكـم

ياعيـال مـا سرحتكـم باللواهـيـب
ياعيـال مـا عمـر المعـزّب ولاكـم

ياعيـال ماضربتـكـم بالمشاعـيـب
ولا سمعـوا الجيـران لجـّة بكاكـم

يامـا توليـت القبايـل تقـل ذيـب
من خوف لاينقـص عليكـم عشاكـم

وياما شريت السمن من عرض ماجيب
يفـزّ قلبـي يـوم يبـكـي حـداكـم

أحفيت رجلينـي بحامـي اللواهيـب
وخليت لحـم الريـم يخالـط عشاكـم

ياعيال دونكـم لحيتـي كلهـا شيـب
هـذا زمـان قعودنـا فـي ذراكــم

قمت أتوكا فـوق عـوج المصاليـب
قصرت خطانـا يـوم طالـت خطاكـم

عطونـي القرضـة عليكـم مطاليـب
عطوني القرضة جـزى مـن جزاكـم

لابـدّ يـوم عـاوي دونـي الذيـب
بالقبر ما افرق طيبكـم مـن رداكـم

مانـي بفاضحكـم بوسـط الاجانيـب
باعمالكـم يـدرون كــل اقربـاكـم

لوكـان تـدرون الـردى والمعاييـب
صرتوا مع المخلـوق مثـل خوياكـم

خوالكـم بالطيـب تـروي المغاليـب
ولو تتبعـون الجـد محـدن شناكـم

وش علمكم يـا تاركيـن المواجيـب
حسبي عليكم هالـردى ويـن جاكـم

قصيتكـم واسنـدت وادي سلاحيـب
ولقيـت بالصبخـا مدافيـق مـاكـم

ياعيـال بعتونـي بصفـر العراقيـب
مـا هـي حقيقـة سـود الله قراكـم

يالله عسى اعماركم شمسهـا تغيـب
يعتـم قمركـم ثـم تظلـم سمـاكـم

يـا علّكـم فـي حاميـات اللواهيـب
ياللـي علـى الوالـد خبيـث لغاكـم

شفت الجفا والحيف والغُلُب والريـب
بضلوعـكـم لا بـيّـض الله قـراكـم

عسى نساكم مـا تحمـل ولا تجيـب
ولا حدن من البزران يمشـي وراكـم

اخسوا خسيتوا يـا كبـار اللغابيـب
اهبـوا هبيتـوا يقطـع الله نمـاكـم