حدَّثنا رحَّالُ بن مهاجرٍ، قال: مررتُ بمروٍ في طريقِ عودتي من سمرقندَ وقد هدَّني الجوعُ وبلغَ منِّي العطشُ أيَّ مبلغ، فما استضافني أحدٌ منهم ولا أكرمَ وِفادتي! وصادفتُ فيها أبخلَ بن شَحيحٍ المروزيّ، فجلستُ إليه أحادثُه - على غير زادٍ ولا ماءٍ - وأسردُ له من أخبارِ سَفْرتي، حتّى أتيتُ على ذكرِ العطورِ والروائح، فسألته عن أيُّها يفضِّل، فقال: " رائحة الشواء "، ثُمَّ أخذنا الحديثُ إلى أخبار المغنِّينَ والمطربين، فراودَني الفضولُ لمعرفةِ اللحنِ الذي يطربُه سماعَهُ، فسألتُه: " أيُّ الأصواتِ تحبُّ؟ "، فأجاب: " صوتُ رنينِ الدراهم "، فما أنْ سمعتُ جوابَه حتَّى نهضتُ من فوري آيِساً من قِراهُ ونافراً من جفاهُ، وترّحلتُ - من توِّي - عن مروٍ وأنا ألعنُ المدينةَ وأسبُّها وأهلَها، وأقول: " قُبِّحتِ من مدينةٍ وقُبِّح زائرُك، أتيتُك في شرِّ حالٍ وغادرتُك بحالٍ أشرَّ منه! ".
Jalal Al Roumy
هذه مدونّتي الخاصة التي أكتب فيها عادةً ما لا يخرج عن حكمٍ أعجبتني أو قصصٍ وعظتني أو أبياتَ شعرٍ أسرتني حبّاً في المشاركة أو محاولاتٍ شعريّةٍ خاصّةٍ على ضعفها إلاَ أنّها تعني لي الكثير أو مواضيعٍ تراثيَةٍ محافظةً على إرث الآباء والأجداد أو تحليلاتٍ أدبيّةٍ علّها تكون مفيدةً للزائرين
الاثنين، 25 يناير 2016
الجمعة، 22 يناير 2016
ثورةٌ ضائعة
كان حُــــلْماً رائعاً .. آهِ مــــــــــا أروعَهُ
مثلَ لـــمْحِ البَصَرِ .. مرَّ مــــــــا أسْرعَهُ
قدْ بَذَلْنا فــــيهِ منْ .. عُـــــــــــمرِنا أيْنعَهُ
***
وشَهيداً قــــدْ لقِيْ .. دُونَــــــــهُ مَصرَعَهُ
لم يُبالِ الموتَ في اْلـــــــــحقِّ ما أشْجعَهُ
إذْ رأى في مـــوتهِ .. عــيشَ من هُمْ معَهُ
قدْ بـــــــــكَتْهُ مدامعٌ .. والعُـــــــلا شيَّعَهُ
صرخةٌ من صامتٍ .. غير مـــــا أسْمعَهُ
شنَّفَ الــــــكونُ لها .. مُـــــرهِفاً مسمعَهُ
يا رفاقِ تـــــجَلَّدوا .. هـــــانَ أنْ نَخلعَهُ
***
وشباباً نَــــــــيِّراً .. دهــــــــــــرُهُ طبَّعَهُ
ثار في وجهِ الأُلى .. مـــــــزَّقوا أضْلعَهُ
لا رصــــــاصاً ردَّهُ .. لا ولا أفْـــــزعَهُ
لم يصدِّقْ حـــــــالِفاً .. رادَ أنْ يَخْـــدعَهُ
أو رَعيلاً ســـــــالِفاً .. ذُلُّـــــــــهُ طوَّعَهُ
عاش دهراً خـــانِعاً .. بئسَ مـــــا خنَّعَهُ
***
ثار حتَّى إذْ هوى .. عـــرشُ من روَّعَهُ
وأتى الفـــجرُ الذي .. يرتجي مَــــطلعَهُ
ضـــــاعَ منَّا حُلْمَنا .. تبَّ من ضــــيَّعَهُ
ليتَ شِعْري هل نرى .. يومَ أنْ نُرجعَهُ؟
تولوز - 23/1/2016
الخميس، 21 يناير 2016
الأربعاء، 20 يناير 2016
أشواق مغترب
العينُ بين الدمْــــعِ والسَهَدِ .. والقلبُ رهْـــــنُ الغمِّ والكمَدِ
والفكرُ منشغلٌ ومضطربٌ .. والروحُ لا تَـلوي على رشَدِ
والجسمُ ثــــاوٍ في مَرابعِها .. بُـــــــعدُ المُقامِ أضرَّ بالجسَدِ
ما بي على فُرْقاكُمُ جَــــــلَدٌ .. أعـــــــــيا بقلبي كثرةُ الجَلَدِ
إنْ تكتحلْ عـــيني برؤيتكم .. لم تـــــكترثْ بالقذْيِ والرمَدِ
واللهِ لولا العلمُ ما اغتربتْ .. نفسي برُغمِ الضِّيقِ في بلَدي
فالعــيش بينكُمُ على ضَنَكٍ .. خيرٌ من الإغــرابِ في رغَدِ
الشــــوقُ أرّقنّي وأحرقني .. حرَّى من الأَنــــواءِ يا كَبِدي
يا ليت شعريْ هل أجاذِبُكمْ .. أطرافَ قولٍ دار في خَـلَدي
في مجلسٍ يـا طِيبَ جَمْعتِهِ .. حُـــــــبَّيَّ من أهلٍ ومن ولَدِ
الثلاثاء، 19 يناير 2016
حسناءٌ على ضفّة الجارون
جلسا ذات مساءٍ إلى مائدةٍ في أحدَ مطاعمِ تولوزَ الفرنسيّةِ المطلّة على نهر الجارونِ البديعِ يتناولان طعامَ العشاء، حين هبّتْ نسْمةٌ ربيعيّةٌ وأخذتْ تداعبُ خصلاتِ شعرِها الذهبيّ ...
لَثَم الكـــــــأسَ بثغر .. لثْمَ إصبــــــــاحٍ لفجرِ
رشــــأٌ سبحانَ ربّي .. وجهُههُ كَتمامِ بـــــدرِ
أزرقُ العينينِ ممشوقُ .. القوامِ نــحيلُ خصرِ
عسجديُّ الشعرِ ورديُّ .. الخُدودِ طويلُ نـحرِ
رفع الكــأس مليّاً .. فمضتْ في الثــغرِ تجري
بنتُ كــــرمٍ كالعقيقِ .. وصـــفُها أطيبُ خمرِ
ناولتني الكأسَ أنْ خُذْ .. رشفةً يا بعدَ عمري
فابتسمتُ وقلتُ مــهلاً .. بنتَ تــــولوزَ تَحَرِّي
اعذريني يا حــــــياتي .. إنَّما حــــبُّكِ خمري
يشهدُ السُهدُ بأنْ في حُسنِكِ الأخَّاذِ سُكْري
تولوز - 03/12/2016
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)