الأربعاء، 5 مارس 2014

لما تمطر الدنيا زلابية

   
كان يا ما كان في قديم الزمان .. كان هناك رجلٌ أحمقٌ وزوجته يعيشان في فقر مدقع .. ولم يكن لهما من مصدر رزقٍ إلا بقرةٍ يعتاشان من بيع لبنها .. غير أن حالهما ازداد سوءاً ممّا اضطر المرأة إلى أن ترسل زوجها بالبقرة ليبيعها علّهما ينتفعان بثمنها.

انطلق الرجل بالبقرة حتى إذا انتصف النهار مال إلى شجرة ليستريح تحتها ويحتمي بظلها من حرارة الشمس .. سمع الرجل صوتاً فرفع نظره ليرى بومةً تصيح فوق الشجرة - قد أيقضها خوار البقرة .. ناداها الرجل:" يا أم سليمان (كنية البومة) .. أتشترين منّي هذه البقرة؟ " .. صاحت البومة فظن الرجل أنها أجابت بالقبول .. فسألها عن الثمن؟ فصاحت مرة أخرى وهي تنظر نحوه .. فظن أنها تشير إلى الأرض .. حفر الرجل تحت الشجرة فوجد صندوقاً مليئاً بالنقود الذهبية .. أخذ منه عشر قطع ثم أعاد الصندوق إلى مكانه وردم الحفرة .. ربط البقرة بالشجرة ومضى عائداً إلى منزله.

لمّا وصل الرجل إلى المنزل .. ناول زوجته القطع الذهبية .. ذُهلت المرأة فالبقرة لا تساوي كل هذا القدر من المال .. استخبرته فأعلمها بالقصة .. أثنت عليه المرأة ثم غافلته وذهبت إلى موضع الشجرة الذي وصفه لها زوجها .. فاستخرجت الصندوق وحلّت رباط البقرة وعادت بهما إلى المنزل.

لمّا رأى الرجل زوجته عائدة بالذهب والبقرة .. أخذ يصيح ويتوعّد بإبلاغ الشرطة .. وزوجته تستهديه فلا يهدأ .. فلمّا أعياها فكرّت في حيلة لإسكاته .. فصنعت زلابيا (نوع من الحلوى) ونثرتها في أرجاء المنزل وعلى مدخل البيت ثمّ مضت إليه وقالت له: " أين تذهب والسماء تمطر زلابيا في الخارج! دع المطر يتوقف ثمّ اذهب وأحضر الشرطة! " .. صدّقها زوجها وذهب لأكل الزلابيا .. وفي اليوم التالي ذهب لإبلاغ الشرطة.

عاد الزوج ومعه الشرطة والفضوليون من الجيران .. أقبل الجمع يسأل المرأة عن صحة ما يقوله زوجها .. فردّت الزوجة قائلة: " أيها القوم .. إنّ زوجي أحمق! .. اسألوه من هي أم سليمان التي يدّعي بيعها البقرة! " .. فأجاب الزوج: " أجل .. لقد بعتها لأم سليمان .. البومة " .. واستطردت المرأة قائلة: " والآن اسألوه متى كان هذا الأمر! " .. فردّ الزوج : " هذا كان بالأمس .. عندما كانت السماء تمطر زلابيا " .. فتيقّن الجميع من حماقة زوجها وأنه يختلق قصصاً وهميةً .. فاعتذروا من المرأة ودعوا لها بالصبر على حماقة زوجها وانصرفوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق